هل تنجح الجهود المصرية أخيراً في إبرام التهدئة ؟

هل تنجح الجهود المصرية أخيراً في إبرام التهدئة ؟


2008-05-19




غزة – فلسطين الآن – دخلت الجهود التي تبذلها القاهرة للتوصل إلى تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال مرحلة جديدة بعد الحديث عن موافقة إسرائيلية مبدئية على المقترح المصري ، ولكن وفق ترتيبات زمنية ترغب (إسرائيل) بإضافتها بحسب ما نقلت صحيفة عربية نقلاً عن مصادر في حركة حماس.

شاليط على خط التهدئة

وبحسب المعلومات التي تسربت عبر مصادر إعلامية إسرائيلية تشير إلى أنه على الرغم من أن (إسرائيل) ربطت بين موافقتها على التهدئة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إلا أنها في المقابل لا تشترط أن يكون الشروع في التهدئة متزامناً مع إطلاق شاليط، إلى جانب إدراكها أن إطلاقه سيكون مرتبطاً بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ،وفي هذا السياق قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق: "لم نبلغ رسميا بأي شيء، لكننا نرفض ربط قضية تبادل الأسرى بمسألة التهدئة، فهما قضيتان منفصلتان"، غير أنه عبر عن ترحيب الحركة "بالإسراع في إبرام صفقة إطلاق شاليط من خلال تبادل الأسرى"، وقال: "معنيون بهذه المسألة لأننا أصحاب مصلحة شرط استجابة إسرائيل لطلباتنا".


تصريحات تصعيدية

كذلك فإن تصريحات بعض مسؤولي حركة حماس تحمل في طياتها شيئاً من التفاؤل بإمكانية إبرام اتفاق تهدئة ،وذلك وفقا ًللمعلومات التي يتم استقاؤها من الجانب المصري إلا أن هناك في المقابل تصريحات إسرائيلية تحمل لهجة تصعيدية ، كان آخرها ما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت في افتتاح جلسة الحكومة الاعتيادية: : نحن قريبون جداً من حسم أمر غزة كله، فالوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، ونحن نحلم بذلك اليوم الذي يستطيع فيه سكان المناطق الجنوبية من النوم بأمان وسلوى".



وهنا يشير المراقبون إلى أن دولة الاحتلال تبيت عدوانا على القطاع وهي غير معنية إلا بتهدئة من جانب واحد تمليها بشروطها وإذا لم تستطع ذلك سياسياً ودبلوماسياً فهي تحاول تحقيق ذلك بقوتها العسكرية ، حيث تمثل تجارب سابقة في انتزاع تهدئة من المقاومة وحماس تحديدا منذ اتفاق القاهرة الفلسطيني أوائل عام 2005.


حرج القاهرة

وفي المقابل فإن القاهرة بحسب ما يرى المراقبون حريصة على عدم قيام (إسرائيل) بأية عملية كبيرة في قطاع غزة، لان ذلك سيضعها أمام حرج كبير، فقد تدفع أية عملية عسكرية كبيرة المواطنين في القطاع للتدفق عبر الحدود مرة أخرى ، ولن تستطيع القوات المصرية من صدهم لأنها ستظهر وكأنها مشاركة في العدوان الإسرائيلي ، وبحسب مصادر صحفية مصرية فإن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية أكد لإسرائيل رفض مصر القاطع لأية محاولات لاجتياح قطاع غزة، مشيراً إلى أن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء عملية كهذه؛ في وقت تعهدت الفصائل الفلسطينية لمصر بدعم التهدئة في القطاع.



وعن التهديدات الإسرائيلية، قال أبو مرزوق: "هم يحاولون أن يخيفونا (..) مضيفا: "لو كان باستطاعتهم إنهاء حماس وتصفيتها لفعلوا ذلك سواء في غزة أو في الضفة".



واستبعد قيام (إسرائيل) باحتلال غزة مجددا خشية حدوث خسائر "لن تحتملها، بالإضافة إلى أنه ليس لدى إسرائيل إستراتيجية أو جواب واضح عن ماذا بعد احتلال غزة.



ووفق تصريحات أبو مرزوق التي تبدو متفائلة إلى حد ما ومستبعدة لجوء (إسرائيل) إلى عمل عسكري كبير وتوقعات بعض المحللين فإن إبرام اتفاق التهدئة أصبح قريباً، ومع هذا فإن هناك من يرى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تقبل بتهدئة متبادلة ، وبين هذا وذاك فإن الأمر سيحسم خلال الساعات القادمة.