بعد الأخذ والرد بين مصر و" إسرائيل" ...هل اقتربنا من الحسم؟
2008-05-19
فلسطين الآن – وكالات – المقاتل من كتائب القسام في غزة والجندي الصهيوني الذي تم استدعاؤه لحدود القطاع ينتظران بفارغ الصبر قرار القيادات السياسية للشروع بتهدئة أو الاستعداد لمواجهة قد تكون قاسية.
المستوى العسكري في الجانبين – المقاومة والاحتلال- بدأ صبرهما بالنفاد لان طول الترقب دون قرار نهائي, يثير أعصاب من يضع إصبعه على الزناد في انتظار ساعة الصفر .
في قيادة حماس فضلوا خلال اليومين الأخيرين تقليل الحديث في الإعلام حول رد الاحتلال بشان مبادرة التهدئة, وبدل ذلك قرروا أن يستمعوا لعمر سليمان والحيثيات الجديدة, لكن ملاحقة وسائل الإعلام لأبرز حدث على الساحة الفلسطينية جعلت تصريحات قيادات حماس تتراوح بين الانتظار وعدم الممناعة من بحث ملف شاليط دون ربطه بالتهدئة, ثم التلويح بالخيارات الأخرى في حال فشلت المبادرة.
وعلى نفس الوتيرة يحاول قادة الدولة العبرية إبقاء الموقف النهائي من التهدئة ضبابيا في محاولة لاستنفاذ محاولات الحصول على مكاسب حتى الساعة الأخيرة, إلى جانب التلويح بالخيار العسكري, بل وجعله على رأس الأولويات لدى قيادة الاحتلال مع توصيل رسائل تهديد قاسية لقيادة حماس عبر الوسطاء.
وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت في افتتاح جلسة الحكومة الاعتيادية أمس الأحد : نحن قريبون جداً من حسم أمر غزة كله، فالوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، ونحن نحلم بذلك اليوم الذي يستطيع فيه سكان المناطق الجنوبية من النوم بأمان وسلوى.
فيما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية وشهود عيان أن ناقلات عسكرية إسرائيلية ضخمة شوهدت تفرغ حمولتها من الدبابات بالقرب من معبري ايرز شمال قطاع غزة وكرم أبو سالم في الطرف الجنوبي للقطاع استعدادا على ما يبدو لتنفيذ عمليات عسكرية في غزة.
في المقابل ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه على الرغم من أن إسرائيل ربطت بين موافقتها على التهدئة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إلا أنها في المقابل لا تشترط أن يكون الشروع في التهدئة متزامناً مع إطلاق سراحه، إلى جانب إدراكها أن إطلاق شاليط سيكون مرتبطا بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
من جهة أخرى، قال ألون بن دافيد المعلق العسكري في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي: إنه على الرغم من أن معظم الجنرالات في الجيش يطالبون في العلن بشن حملة عسكرية واسعة، إلا أنه في واقع الأمر يتوقعون أن تقوم المستويات السياسية بلجمهم وعدم قبول مواقفهم.
المقاتل في كتائب القسام يرى انه يجب حسم المسألة خلال الساعات المقبلة خصوصا مع زيارة وفد حركة حماس إلى مصر اليوم , وانه لا يجب أن تطول المسالة أكثر من اللازم, ويتفق مع هذا الموقف المواطن الغزي المحاصر, الذي يرى في الحسم مهما,حتى وان كان قاسيا من باب تغيير الواقع القاسي الذي يمر به القطاع في ظل الحصار .. ويرى البعض انه حتى وفي حال فشلت التهدئة وتقررت المواجهة العسكرية , فانه أفضل من حالة الانتظار الراهنة.
داخل حركة حماس يعتمدون - في هذه اللحظة - في ردهم على الموقف الإسرائيلي وتهديداته سياسة مبنية على الحديث النبوي الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاثبتوا" أي أن الأولوية لدى حماس في اللحظة الراهنة نجاح التهدئة وان الخيار الآخر هو الدفاع.
على أية حال ساعات قليلة تفصلنا عن رد مصري منقول عن الإسرائيليين, وكل المؤشرات تشير إلى انه إذا لم يكن رد ايجابي فعلينا أن نستعد للمواجهة قريبا جدا, وإذا استمرت "إسرائيل" الرد بـ" لعم" فعلينا ان نحسم أمرنا... إما الاستمرار بلعبة "الكرة الطائرة" بين مصر وإسرائيل ,أو الحسم والخروج بقوة اتجاه فك الحصار في إطار "كل الخيارات مفتوحة"
ولاشك أن حماس سوف تتهيأ عسكريا بحيث يكون لديها عملية "نذير انفجار جديدة" على غرار العملية في كرم أبو سالم , فيما وصلت رسالة قاسية من المقاومة نهاية الأسبوع الماضي من خلال الصاروخ الذي سقط على سوق صغير في عسقلان اسقط نحو عشرين مصابا إلى جانب الصدمة للمستوطنين والجيش.
الصاروخ الفلسطيني وضع جيش الاحتلال أمام البدائل المفترضة للتهدئة , بنفس الطريقة التي يحاول قادة الدولة العبرية تبنيها من خلال عملية القصف والاجتياحات على تخوم قطاع غزة ... إنها رسائل الطرفين قبل الجواب النهائي.
المصدر : صحيفة الرسالة
الإثنين مايو 19, 2008 11:12 pm